ما هو العهد الثالث؟
معرفة النفس
أعراض الجهل
من هو مارتينوس ؟
ما هي فائدة العهد الثالث
الدفاع عن الأحياء جميعًاّ
لا ديانة أو طائفة
معنى المعاناة
الجميع سيكون ممتاز
الإنجيل و العهد الثالث
استمرار مهمّة المسيح
مبدأ مارتينوس
"المعزي, الرّوح القدس" هو علم روحاني
وضع العالم أو يوم القيامة
تربّية النّاس بعيدًا عن مذاهب دينيّة
النّاس الذين لا يتطلّبون المبرّر المنطقيّ سيقبلون الأمثلة و المذاهب التّقليديّة
النّاس الذين فعلاً يتطلّبون المبرّر المنطقيّ
معرفة النفس هي معرفة اللّه
العهد الثالث هو عبارة عن سيكولوجيًّة عميقة . هو عبارة عن معرفة النفس و هدف و معنًى الحياة. العهد الثالث يعمل على تحليل الحياة و الوعي, أي الجانب الرّوحيّ أو الغيبيّ للوجود .
معرفة الانسان لنفسه قد تعني أشياء كثيرة ومختلفة ولكنّ معرفة النفس تحديدا في العهد الثالث تعني معرفة النفس بـ عمق بما تحمله كلمة عمق من معنى. عندما نعرف أنفسنا تمامًا سنجد الإجابات عن الأسئلة الأبدية - من أين جئنا و الى أين سنذهب .
عدم معرفة النفس يتسبب في مشاكل. طالما بقيت أسباب أقدار النّاس لغز, فأن مقدار معيّن من عدم الانسجام يُلْزَم أن يظهر في حياتنا . تظهر كلّ أنواع النّزاعات في معاملاتنا مع الناس, تتراوح بين الألفاظ البذيئة و لقتل, وبين الضّيق التّافه اليوميّ و مصادر الإزعاج و الحرب بين الدّول وتؤدي حتى الى الحروب العالميّة. أيضًا هناك نزاعات موجّهة إلى الدّاخل من الشخص الى نفسه, تتّراوح من اكتئاب إلى اكتئاب مزمن و مباشرة حتّى الحدّ لأقصى لليأس وهو الانتحار .
( 1890-1981 ) من هو مارتينوس والذي اعتبر نفسه مؤهّلا لشرح لغز الحياة ؟ في المقدّمة إلى العمل الرّئيسيّ في العهد الثالث, كتاب الحياة, كتب :
“بما أن حياتي كانت على هذه الطّبيعة فقد مُكِّنْتُني من أن أجرّب بنفسي المعرفة المذكورة أعلاه [“من من أين نجيء, الى أين نذهب, من نحن و كيف نعيش, لكي .... نهتدي الى طريق السّعادة الكاملة.استشهد بالفقرة السّابقة في الكتاب ] في مثل هذا الشّكل النّقيّ الذي يبرّر الكلمات الإلهيّة من جميع النّواحي: "كل شيئ جيّد جدًّ"ا, و لذلك يمكن أن تتواجد إجابة مباشرة على السؤال الدائم "ما هي الحقيقة؟" لذلك شعرت بأنه من واجبي أن أوصل خبرتي ومعرفتي في هذا المجال لكل الناس وبالتحديد معرفتي الأولية للحقائق الكونية التي تحكم الكون وهي متمثلة في صورة رحمة الهية أو كائن إلهيّ, والتي أحاول توضيحها من خلال التّعبيرات الموجودة في "كتاب الحياة" أو كتاب "الحكمة الأبديّة" .” (كتاب الحياة رقم 1 , الفقرة 7 )
“عندما أظهرت نفسها لي الحياة كولاية ضوء مشرق و تام و كشف عن هويّة الكائن الحيّ "كأبناء اللّه", و بالإضافة إلى ذلك قد أظهرت لي أن الحبّ هو أقوى عامل في كلّ الإيضاحات, لأنّ "أكون فرحًا و نعمةً لكلّ من يقابلني" هو الشّيء الوحيد الذي يمكن أن يجلب الوضوح الفرديّ لكل فرد بخصوص نفسه, الأب الإلهيّ و النظام العالميّ الحاليّ و في نفس الوقت الشّيء الوحيد الذي يمكن أن يحرّر الفرد أو يبعده عن كل شيئ يندرج تحت مفهوم الألم, و أخيرًا, أوضح أن قدر كل منا هو نتيجة لتصرفاتنا. ولذلك شعرت أن الكشف عن حالتي للوعي, في شكل صور أو نّصّ أو خطاب و عرض حياتي على الناس سيؤدي حتما الى مساعدة كل هؤلاء الذين يبحثون عن حقيقة الأب أو الألوهية وكل ما أعطاني اياه الأب على هيئة أشياء تحيط بي.(كتاب الحياة 1, الفقرة 19 )
“بما أن الأب قد سمح لي المرور بهذه التجربة وأيضا تجميع هذه الخبرة الخاصّة بي و حالة وعيي للكون فقد قررت أن أعيد روايتي في كتابي "كتاب الحياة". هذا الكتاب يكشف عن هوية الأحياء جميعا كـ "أبناء لله" وفي نفس الوقت يكشف عن العلاقة المتبادلة القريبة بين الديانات. وأمثل ذلك مجموعات الشعاع التي تنبعث من بحر ضوء واحد.ولذلك جعلت "كتاب الحياة" يبدو وبطريقة رائعة أداة لازالة استمرار الجهل الذي يؤدي الى الغضب وبالتالي الى رفيقه "المعاناه". حيث أن الجهل هو سبب كل "الشرور" الموجودة على وجه الأرض وعندما نزيل الجهل يتوقف "الشر" عن التواجد." (كتاب الحياة 1, الفقرة 19 )
“بما أن "كتاب الحياة" يقوم على إعادة رواية الخبرة لهذا الدّين الشّامل للحياة و قد أُظْهِرَ بقصد تشجيع نموّ كلّ قدرة فرد لفهم هذا الدّين بنفسه, فأن الفرد بالتي يتمكن من القدرة على الرؤية بنفسه - وليس على أساس "كتاب الحياة", لكنّ على أساس خبرة مباشرة مع الحياة - ما يجب أن يعمله و لا ينبغي أن يعمله, ما هي الحقيقة و ما هو الخيال, سيتمكن حينذاك الفرد من أن يفهم أن "كتاب الحياة" ليس على الاطلاق أداة لتكوين أي طائفة أو دين أو عقيدة وبالتحديد عندما يتعرف المرء على دين الحياة كما هو مذكور بالفعل حيث أنه يعترف بجميع البشر بغض النظر عن ياناتهم ومعتقداتهم فهو يعترف بما هو مقدس وما هو كريه، بحيوانات وبشر، يعترف بالميلاد وبالأعضاء وبالممارسون والمؤيدون.” (كتاب الحياة 1, الفقرة 15 )
“رأيت أننيّ كنت كائن خالد و أنّ جميع الكائنات الحية الموجودة خالدة مثلي وعبارة عن سلسلة مستمرة لخبرة حياتية سابقة. ورأيت أننا قد تطوّرنا جميعًا من أشكال بدائيّة إلى مرحلتنا الحاليّة, و أنّ هذا كان رابطة مؤقّتة في هذه السّلسلة للمراحل الارتقائيّة, و أننا في طريقنا نحو أشكال عالية ضخمة تشبه طائرات بعيدة في الفراغ . رأيت أن الكون يتكون من كائن واحد ضخم وبداخله جميع الكائنات الحية الأخرى ، كل منهم على حدة يشكل أحد الأعضاء وكلنا "بشر وحيوانات ونباتات ومعادن" نشكل عائلة واحدة ومجازيا من دم ولحم واحد. رأيت العوالم المشرقة و الشّيّقة بأنواع النّاس الغير متخيّلة, الأجناس البشريّة بالأخلاق و المثاليّة التي عبّرت عن الطهر و كانوا منسجمين جدًّا مع قانون الوجود لدرجة أنهم يمكن أن يُشَبَّهُوا بواحة من الأخلاق تشبّه بالصحراء . لكننيّ أيضًا رأيت عوالم طبيعة أقلّ بكثير, عوالم مورست فيها البربريّة والتي كان يتحتم فيها على الأحياء القتل من أجل العيش. والعوالم التي توفرت فيها أعلى ظروف المعيشة تشابهت مع أعلى شكل ممكن لخرق قانون الوجود ولذلك تتحول هذه العوالم الى الأماكن الأكثر تميزا بالمرض والحاجة، بالؤس والحزن والمعاناة والتي أضا في نفس الوقت لا يمكن أن تكون الكرة الأرضية معفاة منها تماما. بالإضافة إلى ذلك رأيت أن الظّلام أو ما يسمّى بالشّرّ كانا متشابهين في الواقع مع تطور الأفراد لتلك المؤهّلات الضّروريّة تمامًا لتمكين الحياة في العوالم الأعلى. والتي ستجَرَّب فيما بعد بواسطة الأحياء كالسّعادة أو النّعيم, و أدركت بذلك أن "الظّلام" المفهوم كونيًّا, عظيم كنعمة كالضّوء و أنّ كل شيء, من الرّأي الإلهيّ, جيّد جدًّا . لكننيّ أيضًا شعرت أن هذه المعرفة لا يمكن أن تُجَرَّب أبدًا أو تظهر كواقع حقيقيّ لأيّ كائن قبل أن تكون قدرة هذا الكائن على الحب متقدّمةً جدا وأن يكون حنونا مع جميع الأحياء وأن لا يسيء استعمال هذه المعرفة في فعل أي مكروه تجاه أي كائن حي. أحسست من تجربتي أن الحب والحكمة سينتشروا في كل الكون لذلك حيثما وجّهت نظري في "الظّلام", أصبح مضاء - قد أصبحت مصدر الضّوء الخاصّ بي . ان التّجربة القاسية الكونيّة التي قد مررت بها "تحليل متعمّق أكثر لا يمكن شرحه هنا", قد تركتني بحقيقة أن هناك قد تحُرِّر َجديد حسّي قادرعلى استعراض كل القوات الروحية الجوهرية والأسباب الغير مرئية والطاقات والمبادىء الأساسية خلف العالم المادي. الآن فقط أصبحت مدركا في حياة الكون وبدأت "المبدأ الإبداعيّ الإلهيّ .” (كتاب الحياة , الفقرة 21 )
“ان خبرتي و حالتي الكونيّتان أصبحتا عامل الإنطلاق لأنشطتي اللاحقة في العالم و لميلاد "كتاب الحياة". لكنّ هذه العمليّة الرّوحيّة, كما هو مذكور فيما مضى, ستكون محل اختبار كل فرد أثناء تواجده الأبدي. سيمر كل فرد بهذه المرحلة من التطور الحسي وأنا لا أعتبر نفسي شخص خاص أو خارج عن القاعدة لأن هذا التطور حدث لأشخاص قبلي وسيحدث لأشخاص من بعدي.” (كتاب الحياة, الفقرة 22 )
طبقًا لمارتينوس, الإنجيل يحتوي على أعظم رسالة دينيّة في العالم . كتب مارتينوس أن ليس هناك اتّجاهات أفضل تفسح مكانًا للالّه ووتسعد هؤلاء ممن منّ الله عليهم من البشر. على سبيل المثال, موعظة يسوع على الجبل "ليس هناك أمر أفضل من أن تحبّ اللّهك قبل كلّ شيء وتحب جارك كما تحب نفسك" .
العهد الثالث لم يوضع قطعًا لقيادة النّاس بعيدًا عن هذه الحقائق الأبديّة – بل بالعكس - َ لإظهار أنهم يعبّرون عن الحقائق العلميّة . يبدو هذا التّذكير مُطَالَبَة باعتبار كلّ الأزمات و الحروب العالميّة التي تحدث في وقتنا هذا.
هل ما قاله المسيح ممكن لتبرير امتداد للكتاب المقدّس ؟ الإصحاح التالي منقول من إنجيل يوحنا فصل 16 :
“إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك الروح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية .( يوحنا 12-15 .)
يبدو من هذا الاستشهاد أن المسيح لم يكن من الممكن أن يربط كل شيئ عرفه ببعضه. ليس حتّى التلاميذ المختارون شخصيًّا يمكن أن يفهموه كلّه . طبقًا للمسيح, الحقيقة هي اللّه و لغز الحياة سيُكْشَف فيما بعد .
كانت العمليّة الرّوحيّة هي التي جعلت مارتينوس مدرك للخلود "و ذلك شرطًا له" لأن يكون قادر على كتابة العهد الثالث. يُوصَف هنا في كلماته :
“روح اللّه الذي/التي طبقًا للإنجيل "وروح الله يرف على وجه المياه", الحريق الذي رآه موسى الذي احترق في أحراش الشّوكة, الحريق الذي أخذ إيليا في الجنّة, "النّار" التي خلالها غُيِّرَ شَكْل يسوع على الجبل, "النّار" التي ظهرت فوق رءوس الحواريّين و لاحقًا بدّلت سولس إلى بولوس في طريقه إلى دمشق, "النّار" التي طوال الوقت كانت عبارة عن البداية و النّهاية في كلّ استمارة الخلق السّامي والإيضاح والاعتراف . كان هناك حريق يتوهّج أمام عيني, يهتزّ في صدري, في قلبي, يغلّف كياني بالكامل . شعرت كما لو كنت ا ستحم في شعلة حبّ . كنت في الأصل مصدر كل شيئ دافئ مثل تعاطف الأمّ و الأب مع سلالتهم, مثل الولاء المتبادل في العلاقات الغراميّة بين زوجين في مقتبل الشباب. رأيت الطاقة التي جعلت اليد توقّع خطاب العفو, التي ألغت العبوديّة, وحمت المساكين, سواء كانوا حيوانات صغيرة أو إناس ضعفاء . رأيت ضوء الشّمس الذي يمكن أن يصهر الثّلج و يزيل البرد من كلّ عقل يحوّل الصّحاري القاحلة من لليأس و التّشاؤم الى أراضٍ خصبة و مشمسة , ضوء يدفّئ القلب, يحثّ المخّ, ضوء يجعل الفرد يسامح الظّلم ويحب عدوّه . كان كما لو كنت أستريح في حضن اللّه الهائل . كنت أقيم في مصدر الحبّ الأعلى, أدركت التّمام الإلهيّ, جربت أن أكون كائنا في طريق الحقيقة و الحياة, أن أكون واحدا مع أبٍ الكلّ .( يوم ولادة رسالتي)
المعزي, الرّوح القدس هو علم روحاني
“ماذا يعني المعزي الرّوح القدس ؟ إنّه قطعًا ليس بشخص, انه مسيح جديد سيجيء لتزويد رابطة توصّل الألوهيّة بالنّاس . "روح الحقيقة" هو كشف الحقيقة العالميّة . إنّه علم عن الكون و بالتالي عن اللّه . يجب عليه أن يجد وصفًا لحلّ لغز الكون . إنّه كتاب يمكن أن يقرأه النّاس تماما مثلما قرءوا الإنجيل . هذا "المعزي", "الرّوح القدس", الذي سيرسله الأبٌ مثلما تنبّأ المسيح هو "كتاب الحياة" أو "كتاب المعرفة" التي ستُجْعَل واضحةً إلى البشريّة .
ولكنّ كتاب الحقيقة الخاص بالألوهيّة و الكون هو استمرار لحضارة العالم الكونيّ والذي بدأه المسيح منذ ألفان سنة . يجب أن يكون كتابًا يخلق فكّرًا, ليس دكتاتوريّ مثل مدرسة المسيحيّة . يجب أن يكون كتابًا يظهر الحضارة العالميّة الجسدية والروحانية للمسيحية. يجب أن يكون كتابًا يلمّع ضوءًا خلال ذروة كلا الظّلام و الضّوء, و خلال وظيفة الحياة في الكون المكوّن من جميع الكائنات الحية .
يجب أن يكون كتابًا يظهر اللا محدوديّة و الأبدية و وظائف الحياة الحيّة على شكل "مكان" و "زمان", كتاب أفضل نتيجة تؤتى منه هي "المعرفة الكاملة والشاملة" اذا اتحدت هذه الصفات جميعا في كتاب واحد سيولد الحب الأبدي لجميع الكائنات الحية.. هنا قد جئنا إلى "النّقطة الثّابتة" للكون, و أصله "أب الحياة", الواحد الأحد والذي من خلاله ستنتشر الألوهيّة الأبديّة .
لا يمكن أن يفشل مثل هذا الكتاب في الاحتواء على تلك "الكمّيّة الكبيرة" والتي كان يجب على المسيح أن يخبر بها البشريّة, لكنّ اللّه سيعطي هذا الكتاب للأجيال القادمة في وقت لاحق . لا يمكن أن يفشل مثل هذا الكتاب في أن يكون "المعزي" و "الرّوح القدس" . خلال لذلك فان دعم المسيحيّة لهذا الكتاب وعلاقته بالدّليلين للكتاب المقدّس يكون مبررا في تسميته "العهد الثالث" .
لذلك فكتاب “العهد الثالث" هو كتاب "الحكمة و المعرفة" . إنّه يكشف البهجة الأبديّة "للحبّ الشّامل" الذي تباعًا هو كشف "صّورة الله" وأنّ جميع الكائنات الحية خلال البعث أو التجدد تمر بجميع مراحل التكوين.
في "العهد الثالث" جميع الكائنات الحية بما فيها الحيوانات والأناس, تسيرعلى نفس الطّريق الذي يقود حتمًا إلى الوعي الكونيّ و بذلك إلى تجريب المجد الذّهبيّ للعالم, الضّوء الذّهبيّ, الحياة الأبديّة للكائنات الحية و بذلك إلى "وعي المسيح" و بذلك نكون "على وئام مع الله" . لقد كان المسيح بالتحديد نموذجا لخلق وعي اللّه في النّاس . ألم يقول : كلّ القوّة أُعْطِيَتْ إليّ في الجنّة و في الأرض ؟ ( متى . 28:18). كيف سيكون قادرا لأنّ يكون في صورة اللّه بدون هذه السّعة ؟ و كيف كان يمكن لأيّ كائن آخر أن يُخْلَق في صورته بدون أن يملك القدرة ليُقَاد إلى نفس هذه السّعة؟
لهذا فأن “المعزي و الرّوح القدس" يأتي على شكل العهد الثالث لأنه عبارة عن استمرار لإعلان المسيح . إنّه استمرار إعلان الضّوء الأبديّ من "نجم بيت لحم" . هنا في هذا الضّوء الأبديّ يُكْشَف إلى العالم الحلّ لأعظم المبادئ في الحياة و بذلك الأساس الرّاسخ للمسيحيّة, الأساس الحيويّ للسعادة و النّعيم .( مقتطفات من مخطوطة مارتينوس, كتبت أثناء سنوات حياته الماضية و حتّى الآن لم تنشر. من الإدخال إلى العهد الثالث )
الوضع العالميّ أو "يوم القيامة المبشّر"
يوصف بيوم القيامة أو الحرب الفانية التي طبقًا للمسيح ستصيب النّاس في "الأيّام الأخيرة". ان التقرير الإنجيليّ للمستقبل يضيف أن الشّيطان سيحتدّ في كلّ ما قد ملكه؟ ماما الذي رأيناه على شاكلة الحربين العالميتين والذي احتد خلال هذا القرن بين البشرية جمعاء؟ ألم نرى محاولات لابادة عواصم مع سكانها وثقافاتها؟ ألم يحدث أن هناك دول حاولت ابادة سلالات بالكامل؟ ألم نرى ملايين من النّاس مقتولة - ليس حوالي ميادين القتال التي تدافع عن بلدهم أو مهاجمة أرض محتلّة النّاس الأخرى - لكنّ أيضًا في الحياة المدنيّة في غرف الغاز حيث قُتِلُوا في الحال بلا أساس قضائيّ أو قانونيّ من أيّ نوع و طبعًا بدون أيّ احترام على الإطلاق للوصايا العشر المهمّة في الحياة : لا تقتل، يجب أن تسامح جارك، أعد سيفك ثانية في مكانه : لأنّ كل من يقتل بالسّيف يقتل بالسّيف . تحقيق القوانين ليس بالتّحديد أمر مهم : أحب الهك قبل كل شيء وأحب جارك كما تحب نفسك. أين الإيمان باللّه الحنون و الحضارة المسيحيّة العمليّة في وجود يوم القيامة هذا؟ أين النّاس والأطفال الذين عانوا و ماتوا في معسكرات الموت التي ألقت ظلالها الغامقة لوعي الشّيطان على الأرض بالكامل ( صورة العالم الأبديّ, الإدخال, الفقرة 2 )
يربّي النّاس بعيدًا عن مذاهب دينيّة
“لماذا لم تستطع الأمثلة الدّينيّة التي قد أُرسلتْت الى النّاس طوال الألفيّات السابقة أن تمنع هذه الأفعال الشّيطانيّة والتي ينتج عنها الوفيات والإعاقة والمرض والمشقّة و التّدهور في الأخلاقيّات؟ أليس من الواضح أن الأمثلة الدّينيّة التّقليديّة أو المذاهب, بغضّ النّظر عن طهارتها , لم تستطع الى الآن أن تحرر البشرية من الإرهاب ؟ ألا نرى في الواقع أن الناس تنمو وتبتعد عن المثاليات كما الأطفال ينمون ويبتعدون عن ملابسهم أو أحذيتهم التي تصغر عليهم ؟ الم يصبح الملايين من النّاس مادّيّين أو ملحدين ؟ أليس هذا العدد مازال في زيادة مستمرة, أنّ عدد المقاعد الفارغة في الكنائس أو بيوت الله آخذ في التزايد؟ ألم تصبح الحقيقة هنا أن الحقائق الكونيّة تقرير حياة عالية جدًّا, وأن الأوامر و المذاهب الدّينيّة قد أصبحت لغزًا, قد أصبحت شيء يعتبره الأناس الأذكياء تحتهم ولا يمتّ اليهم بصلة ؟ هل هناك شيئ خطأ؟ هل الخطأ في النّاس أو في الديانات ؟( صورة العالم الأبديّ, الإدخال, الفقرة 3 )
النّاس الذين لا يتطلّبون المبرّر المنطقيّ سيقبلون الأمثلة و المذاهب التّقليديّة
“المنطق يقول أن الخطأ لا يكمن في الناس ولا في الدّيانات. ان الدّيانات مُكَيَّفة بطريقة عبقريّة لتناسب الناس التي أعطت لهم. كل على خطوته الارتقائيّة المحدّدة. و تعطى لهؤلاء النّاس أمثلة تشكّل أساسًا حيويًّا في حياتهم . لكنّ جزء كبير من البشريّة قد نما من هذه الخطوات الارتقائيّة . هؤلاء البشر قد نمو من الدّرجات الارتقائيّة العادية إلى دّرجات ارتقائية أعلى بكثير وأصبحوا يعيشون في مجال عقليّ مختلف إلى حدّ ما من ذلك الّذي كُيِّفَتْ عليه الإجابات الدّينيّة التّقليديّة و المذاهب و أيّ فرد في تلك الوقت استطاع مئة في المئة أن يستسلم إلى فطرته التي حتّى الآن إلى حدّ ما تزدهر يوما بعد يوم. لم يكن البشر متقدّمين جدًّا في الذّكاء لدرجة أنهم طلبوا اثباتات فكريّة أو مبرّرات لهذه الأمثلة الدّينيّة أو المذاهب . لقد كان كافيًا بالنسبة لهم أنهم أُعْطُوا هذا الديانات من قبل المسئولين .( صورة العالم الأبديّ, الإدخال, الفقرة 4 )
النّاس الذين ً يتطلّبون المبرّر المنطقيّ
“لكنّ ليس هو الحال اليوم . الكثير من النّاس اليوم فقدت قدرة كبيرة على التصديق لأنّ فطرتهم قد تدهورت إلى مدًى أقلّ أو كبير بسبب نموّ ذكائهم . بذلك قد كسبوا القدرة للتّحليل, البحث و الملاحظة لأنفسهم . لذلك عندما حدث لهم هذا النّموّ أصبحوا يتطلّبوا أساسًا منطقيًّا أو إثبات علميّ لكلّ فكرة أو للفكرة التي يجب عليهم أن يتقبلوها كواقع . لكن من المغالاة إلى حدّ ما لوم هؤلاء النّاس على وضعهم . إنّه من المستحيل لهم أن يؤمنوا بمذاهب أو أمثلة دّينيّة وبالتّحديد لأنهم يُظْهِرُونَ كنتائج مجرّدة أو فروض بدون الهيكل العلميّ أو المنطقيّ. ولهذا السّبب ولد هذا الكتاب والعمل الرّئيسيّ المكمّل له. لقد أوجد هذا الكتاب لهذا لمساعدة تلك النّاس التي يستحيل عليها لإيمان بالتّأكيدات العارية أو الفروض بدون إثبات فكريّ أو منطقيّ,ولكنّ مع ذلك يبحثون عن المبرر ليوم القيامة الذين يشعرون به بقلوبهم و عقولهم. لقد فُتِحَ طريق الدراسة الكونيّة لهؤلاء النّاس التي تعيش على أمل وجود مبرّر شّامل للظلام في العالم كرابطة في خلق الصيانة الأبديّة لمحور الكون : الحبّ" ( صورة العالم الأبديّ, الإدخال, الفقرة 5 )
ان دراسة العهد الثالث هي عبارة عن رحلة اكتشاف في عالم أبديّ للجمال المشرق . تتم الدراسة تحت إشراف منطقي خطوة بخطوة في حرمنا الداخلي حيث نجرّب وجودنا الخالد و الأبديّ خارج الوقت والمكان . هنا في مركزنا الدّاخليّ نحن موحّدون مع و بـ "واحد مع الله" .
في هذه الرّحلة نكتشف أن حياة الألوهيّة القديرة و الأبديّة تعيش في كل شيئ يحدث من خلال كلّ اهتزاز واحد أو حركة في العالم المخلوق. الهدف العمليّ لتفسير العهد الثالث للعالم هو تعليمنا أن نرى, نسمع و نفهم هذا الخطاب الإلهيّ, كما لو كنا نخاطب شخصيا وبحب مباشرة مع اللّه, و ليتعلم كل منا أن يحب جاره - أي تماما اذا ما قابلنا أي كائن حي في طريقنا يجب أن نمثله في شخصنا. . بمجرّد أنّ نرى بعيوننا الخطّة العالميّة الإلهيّة و اعتقدنا أن رؤية جميع الكائنات الحية في العالم المادّيّ التي هي تحت التّطوّر هي في طريقها أن تكون ممتازة في مخلية اللّه الخاصّة سنصبح متفقين مع خالقنا أنّ "كل شيئ جيّد جدًّا.
الإدخال, النّتيجة و الملخّص بواسطة مؤسّسة العهد الثالث