نظرا لأن عملي أصبح بالتدريج سهل المنال للكثير من الناس, الممتنّين
لعلم كونيّاته كعامل جوهريّ في حياتهم, فقد اعتبرته مناسب أن أزودهم
بعرض قصير لأحداث لرّسالتي الدّينيّة .
ان الأحداث التي أدت إلى رسالتي, ذات طابع غريب جدًّا, لدرجة أنّ
الوصف المجرّد, مهمًّا كان مفصّلا, سيبدو رائع و خياليّ لعامة الناس,
أما بالنسبة للناس لأكثر تعصّبا فهؤلاء الذين سيصعب عليهم احتضان
خبرتي في رسالة الحبّ هذه وقد تضّايقهم بعض الشيء. في الحالات الشّاذّة,
سيسخط علي البعض ويظهرني في مظهر "نقمة" وسيذهب بهم الأمر
الى تسميتي" تنتابه هواجس الشّيطان", "اللاعن",
ضحيّة "جنون العظمة" أو شّكل آخر للشذوذ أو الحماقة,
وبالتأكيد سيكون هناك أمثلة نّادرة ستقول أنني "المسيح الدّجّال" أو "مسيح
مزيّف", إلخ.
ان الناس من هذا الطابع أصبحت مع مرور الوقت متأصلة بعمق في مفهوم
يسمّى "بالاعترافات" هو ظواهر سابقة, تطبّق فقط على الأشخاص
الإنجيليّين. للآلاف من السّنوات قد أُعْلِنَ و كُرِّرَ من المنبر
و الرّصيف, من الكنيسة و الكنيسة الصّغيرة, و في الهواء الطلق,
خلال العالم - أنّ "روح اللّه رفَ على وجه المياه" أن "اللّه
تكلّم" مع موسى, أن "اللّه تكلّم" مع الأنبياء,
أنّ يسوع "غُيِّرَ شَكْله" على الجبل, أنّ الحواريّون "مُلِئُوا
بالرّوح القدس", وبدوا مثل "ألسنة النّار", يهدءون
عليهم, أنّ شاول ( = بولُس) في طريقه إلى دمشق غُلِّفَ بضوء أبيض
وهكذا. ومع ذلك معظم النّاس في الوقت الحالي على نفس المستوى المشار
إليه أعلاه سيكونوا آخر أناس يمكنهم أن يفهموا أو يعتقدوا أن نفس
الأحداث قد تحدث أيضًا في الوقت الحاضر, في العهد التّقنيّ و العلميّ
و الحديث .
وحب ما توصلنا اليه الآن يُعْتَبَر طبيعيّ إلى حدّ ما أنّ "روح
اللّه" على شكل "شجرة محروقة" ظهرت لموسى, و أنّ "الضّوء
الأبيض" غلّف شاول, برغم أن السّابق قد ارتكب القتل و الثّاني
كان خصم عنيد للمسيح و مضطهد تابعيه, صدق هذه الرّوايات صُدِّقَ
بإحكام . في نفس الوقت, ليخبر رجل اليوم أنه قد "أصبح متحد
مع الأب" وأنه أصبح بنفسه "مغُطِّيَ من قبل الرّوح القدس" وأنه
أصبح "الطّريقة, الحقيقة و الحياة", لم تكن تصريحاته
لتُصَدَّق, و هو يُخْضَع شخصيًّا للتّشهير, مهمًّا كان مستقيم و
بريء, و مهما استمر في المحافظة على تأكيداته علميًّا .
لكنّ ليس هناك داعي للتعَجَّبَ. فبالرغم من أن هؤلاء الخصوم قلقون
بقدر التّدبّر المنطقيّ و القدرات التّحليليّة, فأنهم ما زالوا
حتّى الآن في تعبد دّينيّ . حتّى الآن لا يشعرون بالاستقلال بدرجة
كافية تمكنهم من الانفصال عن الآراء الرّسميّة "للقطيع" .
الآراء الحازمة التي يتكوّن منها دستورا غير مكتوبًا, "يعمل
كعربة السّباق الدّينيّة بفضل الذين يحاولون أن يحتفظوا بها مستقيمة,
طالما أن موهبتهم العقليّة في اختراق متاهات شرح ألغاز الحياة في
حالة اعتماد و عجز . في هذه الحالة فأن الحياة خارج نطاق تقاليد
و مذاهب دينيّة قائمة سوف تكون بالنسبة لهم مثل الصحراء, التي اذا
تركوا فيها سيجوعون بروحانيّة أو سيتعرضون لخطر الموت بشكل مثير
للشفقة .
لا تدين !
بالنسبة للناس الموصوفين أعلاه, هذه الرسالة لا تُكْتَب . ومع
ذلك, إذا وقعت في يد شخص ميّال جدًّا بدون قصد, دعني حالاً أعطيك
النّصيحة التّالية : بالتّأكيد, التزم بالطّائفة الدّينيّة التي
تعني لك الحياة و السّعادة, و التي تعتبرها الطّريقة, الحقيقة و
الحياة !
لا تتخيّل للحظة أنّني متلهّف لأنّ أراك تحيد عن هذا الأساس الحيويّ
بالنسبة لك. أنه لا يسعدني أن يضعف إيمان أيّ شخص في أي شيئ وُجِدَه
جميلاً, نّبيلا, و حقيقيّا, و يثبت أيضا أن يكون وحي اإلهيّ للفرد
في حياته اليوميّة .
في نفس الوقت أطلب منك أن تتذكّر أنّك ستخرق الأمر العظيم للحبّ
اذا لم تعترف أن معرفتك قد تكون محدودة, و بعيدا عن هذا الحدّ أنت
محاط بمنطقة قد لا تعرف عنها شيئا, بقدركونك "مؤمن" فقط
. بعد هذه الدّائرة لملكك تتواجد فعلاً منطقة غير محدودة قد تجهلها,
و التي وفقًا لذلك, لاتستطيع أن تكوّن الا ظلامًا مبهمًا . ما الذي
قد تخفيه ليلة حالكة الظلام، لا يمكن أن يكون لديك أيّ فكرة. بالتّالي,
أنت لا تستطيع أن تكون قاضي مؤهّل كلّما ثقبت آفاق هذه "الأرض
المجهولة", لأنه فقط ومن خلال اختصاص المعرفة ّ سيأخذ قولك
بعين الاعتبار.
في الدّائرة حيث تتواجد ببساطة "كمؤمن", يجب أن تُحَدَّد
قدرتك, لأنّك هنا تعيش على ما أخبرك به الآخرون, وما قد كتبه الآخرون
. لذلك نقول أنك مجرد تلميذ. انك حتى الآن لم تنل المرحلة النّاضجة
التي تدل على انتهاء التعليم. أنت حتى الآن لم تحصل على شهادتك
أو اجتزت الامتحان أو الاختبار .
لكنه ليس من الذكاء والموقف الطّبيعيّ للتّلميذ الإقرار بنقصه
عندما يُكَلَّف بدور "المستمع" , بدلاً من له يتخيّل
أنه مُسْموَح له بأن يتظاهر بأنه "مّثقفّ" و "كثير
الانتقاد", لهذا في الحقيقة, ومع أنه بلا وعي يتظاهر بأن يكون
سيّدًا أو مدرّسًا ؟ اذا كان "المؤمن" سيعلم "الخبير",
لذا يمكن للتّلميذ أيضًا أن يعلم السّيّد . هذا سيكون مثل وضع العربة
قبل الحصان, و كل شيئ غير طبيعيّ يتحالف ضد مبدإ الحبّ . لذلك فأن "المؤمن" ينتهك
ايمانه بانتقاد "الخبير", حتّى إذا فعَل ذلك بحسن نيّة
.
علاوة على ذلك, هو ليس إلى هذا الأثر الذي قاله يسوع إلى تلاميذه
: "لا تُدينوا تدانوا. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تُدانون" (متى
7،1)
إلى من رُوِيَ له أصل رسالتي .
إذا حدث وتلمست التّقرير التّالي, وبالتقريب رسمت مهنة حياتي كاعتراف
كبير للحكمة الإلهيّة, تّسبّبت في تحوّل الدين الى العلم, من فضلك
تذكّر, طبقًا لما ذكر أعلاه, أنّني لست هنا لأقدم نفسي لهؤلاء الذين
رفضوا رسالتي مقدّمًا, انحاّزوا ضدّها خلال تحقيق قمّة الوحي السّماويّ
بفضل "الإيمان", لهذا اعتبروا أنفسهم "منقذين" و "سعداء" .
اطمئنّ من ناحية أخرى, أننيّ أقدم نفسي إلى جميع من نضجوا بشكل
كاف ولا أقدر أي شخص على أساس فروض مجرّدة, مثل الاشارة الى "الإيمان",
لكنّ فقط للباحثين عن الحقيقة والذين وفقًا لذلك يعتبروا "المعرفة" الفعليّة
مقدّسة, ويتابعون بلهفة الأساس الوحيد لسلطتهم المستنتجة, تقديرهم
و أسلوبهم للعمل .
لماذا لا تكون "الاعترافات" ممكنة الآن كما كان الأمر
في الماضي ؟
تعلّمك ديانتك أن هناك شيئ ما أفضل إلى "الإيمان", كالتّجربة
الشّخصيّة للنور و إذا لم يتواجد هذا, فأنك لن تُمْنَح النور الإلهيّ "للإيمان" أبدًا,
لم يكن من الممكن أن تجرّب أي شيئ عن اللّه, العروض الكبيرة للحياة
أو الحقائق الخالدة أبدًا : "المباركين هم أنّقيّاء القلب,
لأنهم سيعانون الله", "سيحبون بعضهم البعض", "كل
شيئ جيّدًا مع العالم", إلخ, الذي اتّحد ليبين الحقائق الجوهريّة
للحياة .
إذا لم يجتمع موسى, الأنبياء, مخلصون العالم, الحواريّون و الممثّلون
الآخرون للحكمة الإلهيّة خلال تاريخ العالم, مع روح اللّه, اذا
كيف تمت كتابة الإنجيل أو الكتب الأخرى الملهمة ؟ كيف كنت ستحقق "الخلاص" أو "النّعيم" الذي
يعتمد الآن على نعمة حياتك ؟ إنّها حقيقة أن الأشخاص المشار اليهم
قد جلبوا رّغبات إلهيّة جديدة لعقليّة الإنسان . لكنّ بهذه الطّريقة
تصبح أيضا حقيقةً أن هؤلاء الرّجال بدءوا شيئ لايمكن أن يخبرهم
أحد به, شيئ مالم يحصلوا عليه خلال القراءة. هذه الآراء الجديدة
قد ظهرت في وعيهم, عقليّتهم, تجربة شخصيّة كونت معرفة مستسقاة من
المركز الأول .
بما أنها حقيقة أن الحكمة الإلهيّة قد وُصِّلَتْ خلال أشخاص مؤهلين
لتلقّيها, لماذا اذا لا يمكن لهذه الرسالة أن تستمر؟ لماذا يجب
فقط على مثل هؤلاء الأفراد أن يكونوا موضوع الاهتمام لأنّ تجاربهم
قد كسبت أمارةً تقليديّةً ؟ لماذا يجب أن تُعْتَبَر هذه الظواهر
كمعارض لمتاحف عقليّة ؟ هل من المنطق افتراض أن اللّه في رحمته
الإلهيّة, لن يهتم ّ بإظهار نفسه لحمه ودمه في ضوء شمس القرن العشرين,
كما حدث في الأيّام واليالٍي الماضية ؟ هل هو منطقيّ فعلاً افتراض
أن الأجيال الحاليّين أقلّ احتياجا لامتلاك الحقائق الحيويّة الكبيرة
التي كشفت إليهم كعروض مميّزة و ملموسة في وسط حياتهم اليوميّة
؟
أليس واقع حقيقي أن الطّريقة الحديثة للاستنتاج تضعف إمكانيّة
الإيمان, و أنّ لدى الأفراد الميّالين للعلم الحديث صعوبة أكبر
بكثير في تّصديق الأشياء الغير تّقليدية ؟
تبشّير يسوع بالاعترافات المستقبليّة .
عندما يستطيع رجل, بسبب موقفه العلميّ أن لا "يصدق",
هناك فقط طريقة واحدة للعناية الالهية لمساعدة مثل هذا الفرد المتحضر
وهي عدم توجيه انتباهه إلى اعترافات الماضي, حيث أنهم لا علاقة
لهم بالأشخاص الغير مؤمنين, لكنّ ليحصل على اعترافات مكرّرة, مماثلة
لأوقاتنا, كحقائق علميّة, بعثت في أيّ نبيّ حديث ملهم, ظاهرة في
الكلمة و العمل, و سهل الوصول اليها لأي شخص من خلال البحث النزيه
.
لكنّ هذا ليس ما قد علّمتك ديانتك بالتحيد ؟ لدى هو ليس سُجِّلَ
في كلمات يسوع :"إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا
تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم
الى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم
بأمور آتية . ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم كل ما للآب هو
لي.لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم. " . أضف الى ذلك أن
يسوع من بين النّبوآت الأخرى أكد "عودته ثانية" مرارًا
وتكرارًا, وهذا على كلّ حال لا يبيّن أن الاعترافات السابقة لن
تُعَاد . ما هي "روح الحقيقة" ؟ ما هي "عودة المسيح
الثانية" ؟ ألا يقصدوا التنبّؤات العظيمة جدًّا؟ الأشياء التي
لم يكن من الممكن أن يتحمّلها تلاميذ يسوع قد تدلّ أن على الأقلّ
أن أجيال المستقبليّون سوف يكونوا قادرين على فهم الألغاز المشارإليها
بصورة أفضل, و ليس بالنّزعة العلميّة السائدة الآن براعة أكبر لفهم
اللّغز الكونيّ المتوقّع؟ أليس لهذا السّبب لا يكتفي الإنسان المتعلم
و المثقف "بالإيمان" البسيط, لكنّه يصر على "معرفة" المزيد؟
لذلك كن حذر ولا تدين الآخرين لأنك لا تعرف "متى ستحدث هذه
الأشياء" ولا "اليوم ولا السّاعة" التي ستحدث فيها
. "هذه الأشياء" ستجيء "كلصّ في اللّيل" .
وليس لأن عقلك شعر بالمباركة على أساس أحداث دينيّة سابقة يُسمَحَ
لك أن تتخيّل أن هذا كافي أو أنه يشمل كلّ الأفراد الآخرين, لذا
فأن كلام يسوع المتنبئ لن يؤثّر إلى حدّ ما على الجيل الحاليّ .
طبقًا لديانتك, الإنجيل, موعظة القسّيس, إنّه ليس أمرمستحيل أن
يأتي الروح القدس للبشر في عصرنا هذا. فأن لا شيء يستحيل على اللّه,
لذلك, فإن "التّكلّم" مباشرة مع فرد في القرن العشرون
كان في الأيّام الخوالي . ولا هو ليُمْنَع أنّ أي رجل متواضع ذا
تفكير روحاني يُمَانَع أن الرّوح القدس يمكن أن يُظْهِر فيه ككيان
مادّيّ, لذلك جعلت الإعترافات الديّنية حقائق واقعيّة للجيل الحاليّ,
حتى كما كان الوضع في الماضي .
فقط بفضل الحبّ يمكن تدراك عمل الرّوح القدس .
الحياة نفسها و ديانتك يحذرانك بصورة جادّة, كما هو مذكور أعلاه عدم
الإدانة. أنت لا تدرك ماذا يجب عليك أن تفعل كلّما تكون وجهًا لوجه
مع جارك. لا تعرف أي شيئ عن أسرار القلب و العقل . لا يمكن أن يكون
لديك أيّ فكرة عن ماهية شخص مجهول لديك أو ماذا سيكون, وقد يكون رسول
اللّه إلى البشر, رسول جديد يعيد للعالم مبدأه . بغضّ النّظر عن وضعه
( أو وضعها) الإجتماعي, لسبب أو آخر, وقد يعيش قرب المعلف, إن جاز
التّعبير, أنه ( أو إنها ) قد لا يذهب إلى الكنيسة, لا يشكل عضو لأيّ
جماعة دينيّة, ويمكن أيضا أن يكون كافر, نشأ تحت ظروف تدينه بأنه "مذنب" على
سبيل المثال أو ما يسمّى "بطفل غير شرعيّ", من الممكن أيضا
أن يكون غير مسيحي أو لم يؤكد انتمائه الى أي ديانة- كلّ ذلك لا يمنع
حساسيته "حساسيتها" إلى توجيه الرّوح القدس, مثال حقيقيّ
للوعي الإلهيّ . إن الوضع البسيط المشار اليه على كلّ حال, يبدو مُفَضَّلا
كلّما ظهرت رّوح الإله في منطقتنا الأرضية لأنه لم يأتي من مهد فاخر
إلى عرش ذهبيّ, بل أتي من المعلف إلى الصّليب, وبالتالي فإن المعزي
العظيم والتوضيح الكبير للوعي الأساسيّ – قد تم إكتشافهما .
لذلك أرجوك أن لا تكن متهوّرًا في تقديرك! لأنك لا تعرف متى ستقابل
خبيراً من بعض المناطق العالية جدا في الوجود. إن تلك المناطق تمثّل
حقائق أخرى غير الرتبة أو الوضع و مظهر أكثر من المناطق الأرضية
والتي يُسيطر عليها بواسطة أشاء مادية. و لا يجب عليك أن تتخيّل
أبداً أن من بدأوا بأنفسهم سيعلنون هويّتهم . قد يتحرك مثل هؤلاء
الأفراد بشكل غامض وسط عامّة الناس بدون التّعرّف عليهم . ولأنهم
لم يجيئوا ليُخْدَمُوا بل ليخدموا "يمدوا يد العون",
فقد يظهر هؤلاء الأفراد على سبيل المثال في هيئة خادمك أو خادمتك
أو ما يشابه ذلك ولكنّك لن تكون مدركًا لهم إلا اذا صادف أن استضاف
صدرك مثل هذه المحبّة لهؤلاء الناس والتي ستجعلهم يودون فتح قلوبهم
و عقولهم لك . إن الوضع الاجتماعي المتواضع جدًّاّ لا يطالب أغلبه
بالاحترام أو المراعاة, لأنّ الغنًى والترف و السّلوك يظهرون كالطّريقة
المثاليّة لبناء السمعة مع الصّحافة أو مع العلماء, و حتّى مع عامة
الناس. ولا يجب أن تتوقّع أن تكون قادر أن ترى و تفهم خبيرًا معدًّا
مثل الرّأي العامّ, ما يوجد في الموضة, أو اعتبار ما عُمِلَ أوما
لم يُعمل إلخ معيار لموقفك, حتّى إذا صادفت مثل هذا الفرد . لن
تدرك شيء سوى "المعلف", الشّكل الثانوي الذي سيظهر فيه,
ومن الممكن والمؤكد أنه ذا سمعه سيئة أو أصابه التشهير , السّخرية
و التهكم, الّذي قد يعيق رحلة حياته الدنيوية .
لذا, كن حذراً ! الرّوح القدس, بالإضافة إلى كونه متشابه مع أعمق
معرفة لله, فهو أيضاَ مساوي لأعلى درجة للحب . لكنّ هذه الجودة
يمكن أن تُتَعَرَّف فقط بمثلها كالنفس التي امتلأت بالمبدأ الأعلى
للحبّ . إذا, لذلك,إذا كنت مليء بهذه الجودة ونقاوتها وصفائها سيمكنك
إكتشاف الاعتراف الرّوحيّ للحبّ الإلهيّ في كنف أي شخص آخر, أيّ
شخص يكون سواء هو ( أو هي )، و بصرف النّظر عن أيّ أسمال بالية
قد تخفي الحقيقة كالقناع . أنك تشعر بأنك "منقذ" نفسك,
لذلك, لا تمنحك بأيّ مؤهّلات لإصدار حكم على الآخرين . إن الحبّ
وحده يكوّن العلامة المميّزة للانجذاب الإلهيّ .
إن هدف المبتدئ ليس انتحال مظهر الأفراد المقدّسين أو الكهنة,
لكنّ فقط عقليًّا و أخلاقيًّا لتعميق فهم المرء للحياة .
عندما تغطّي روح اللّه على حياة الفرد المادّيّة, يكون ذلك فقط
لنقل شيئ ما جديد إلى البشريّة, لرفع المقياس الأخلاقيّ إلى مستوى
أعلى. لذلك فإن الوسيط المعدّ لن يتولّى أبدًا انتحال ما قد وُصِّلَ
أو كُشِفَ بالفعل عن روح اللّه خلال مساعدة أيّ فرد مقدّس آخر . "الخمر
الجديد لا يُوضَع في زجاجات ( الجلد) القديمة" .قد جاء الخبير
الحقيقيّ إلى العالم للإعلان أو كشف استمرار الخطّة الإلهيّة للوجود
البشريّ . وبالتّالي سيحبط دائماً التّقاليد و المذاهب القديمة,
بتفجير الانحيازات القديمة . لأنه إذا لم يفعل ذلك, إذا حصر نفسه
في ما آلاف القساوسة, المتحدّثين المتديّنين و آخرون, طبقًا لرسائل
مطروحة من قبل زّعماء ملهمين في السّابق, واستمرّ في الإعادة خلال
العالم, بماذا ستفيد إيضاحاته ؟ لكي يكرّر ما قد وُعِظَ لقرون كثيرة
لن يكون هناك حاجة لأيّ تّغطية من قبل الرّوح القدس, لا تعارف,
لا وعي كونيّ أو رؤية . لذلك فان من لديه خبرة وبصيرة لم يطلب منه
أن يحل محلّ إيضاح فرد آخرمتساوي بغض النظر عن ماهية هذا الشخص.
إن مهمّته في الحياة تتلخص فقط في إبراز المادّة الجديدة لزيادة
التّفاهم العقليّ والأخلاقيّ للحياة الحقيقيّة في قلب كلّ ظواهر
الإنسان .
لذلك ينبغي عليك الرّدّ بحذر اذا أخبرك أي شخص أشياء لم تتعَوَّد
التعرف عليها كالأخلاقيات والمثاليات . قد تقابل رسول اللّه الجديد
. ولنفترض أنّك ستنتقد أو تشهر أو تعارض مهمّته, ألست بذلك تعارض
اللّه نفسه, وهكذا فإنك تحقر الوعود المصاغة في ديانتك بإبطال إتمام
طموحات الإنسان العالية ؟
قد تكون قسّيس, عضو لأكسفورد أو حركة تبشيريّة, سبتي -مجيئي, روحانيّ,
قد تحتضن "anthroposophic " أو "theosophic" ,
أو ماذا, لا - كلّهم لا يعفوك من التّصرّف طبقًا لمسئوليّتك الشّخصيّة
الخاصّة . ألم يصبح رئيس الكهنة نفسه " قيافا" ؟ أليس
هو علاوة على ذلك يعتبر في منزلة رّسميّة كـ "الأوصياء الأخلاقيّون",
المؤيّدون الأكثر حماسًا لصلب المسيح؟ وألم يقول المسيح بنفسه أنه "أن
الأول سيكون الأخير" ؟ - هو بالكاد هذا الوضع الذي تطمح إليه
! لذلك إنتبه خشية أن, إن آجلاً أو عاجلاً, قد تُوَاجَه بمشكلة
مقابلة, مهمًّا كانت ثقتك في نجدتك التي قد تشعر بها اليوم !
ثلاثة ردود فعل لحسابي لأصل رسالتي .
قارئي الصّبور، عندما عبَرت عن نفسي هنا بالكثير من الكلمات ,
هو لأنك الآن, إذا استمريت في أن تتبعني, ستُوضَع سعتك للحبّ في
الاختبار . بموقفك إلى الحساب الحاضر سيجب عليك أن تختار بين طريقتين
للتفاعل, إلا إذا لم تشعر على الإطلاق أنك مؤهّل للتّحالف معي أو
ضدّي و لذا تبقى حياديّا . إذا لم يكن هذا هو الوضع, فإمّا ستفهمني
و تبتهج بإفشائي و تبدأ برغبة ملحة في الطّريق الذي يؤدّي إلى التّحرّر
نحو السّلام الدّائم على الأرض - أو أنك ستُغْضَب وتصبح متعصّبًا
وتعتبرني معبودا للظلام و تحاول إعاقة طريقتي أو أن تضرّني, بذلك
تأخذ الطّريق الذي يؤدّي إلى الحرب, الحزن, التّشويه و المعاناة,
بصرف النّظر عن دينك ومدى اعتبارك لتقواك. وفي الاعتبار الأخير
ستخصّ الصّنف الذي يتماثل مع القول "إغفر لهم يا أبتاه لأنهم
لا يدرون ماذا يفعلون".
هذا لتوجيهك في فعلك اللا إرادي, حتّى لا تحاول أن تعارض مقدّمًا
ما يمكن أن تتعلمه, بدون الحذر الأساسيّ. و دعني مرّة أخرى أذكّرك
بالتحذير العظيم لديانتك: "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة.
أما الروح فنشيط ٌ وأما الجسدُ فضعيفٌ" (متّى 26/41)- " إذا
من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (رسالة بولس الرسول الأولى
إلى كورنثوس الاصحاح 10/12).
رغبتي لقرّائي .
الآن ربّما السّؤال التّالي عن شخصي هو ما يدور في عقلك : ألا
تعني هذه الكلمات التّحذيريّة التي كنت تخاطبني بها تعني أنّك نفسك "تُغَطَّى
من قبل الرّوح القدس", أنك "خبير معدّ", و هل علي
أن أفتترض أنّك حتّى "مسيح العالم" ؟ دعني أوضح لك الآن
أنّه ليس لدي رغبة في أنك أو أي شخص آخر ينبغي أن يصدّق أي شيئ
مهما كان. أنا متلهّف فقط أن تحقّق الناس بأنفسها في الحقائق الفعليّة
المتعلّقة بالإيضاح الإلهيّ في ظواهر جسديّة ملموسة فحينما وحيثما
قد يظهر هذا, سيبدل التصديق إلى التّأكّد, الجهل الى المعرفة, الدّين
الى العلم . أنا مشتاق لإخضاع كلّ شكل من أشكال العبادة الشّخصيّة
و على العكس أنا أعمل في أيّ وقت على تزايد الاعتراف للوجود الحقيقيّ
للرّوح القدس .
عندما تحدثت أعلاه بحرّيّة جدًّا, ليس بالطّبع لأن أشد الانتباه
الى نفسي - غروري الخاصّ و الشّخصيّ. أنا غير ساذج الى هذه الدرجة
لأتخيّل أن الشّرف الشّخصيّ ممكن إحرازه عن طريق التحدث عن نفسي.
أنا مدرك تمامًا أن عرض الحقائق الحقيقيّة سيزوّد المادّة الدّينيّة
التي ستناشد شعب القرن العشرون الميال إلى العلم . "الكلمات
الجميلة" سوف "تبهج الحمقى" فقط, و الثّناء على
الشخص سوف يكون هدف "الأحمق" فقط, مثال على ذلك شخص شّديد
الطّموح يتعطّش للشّرف و الإعجاب الشّخصيّين, يتمنّى أن يُعْشَق,
يُمجّد و يؤلَه لذا فكل شيئ آخر يعتبر صغيرالأهمّيّة .
لكنّ كيف يكون مثل هذا الفرد رزين ً ونزيه وعادل وواعي لإيضاح
الحقيقة بإحساس سامي؟ شّخص تعتبر الحقيقة بالنسبة له أقل أهمّيّة
من إعجابه بنفسه, وهنا ستُحْجَب الحقيقة بقدر تطلّعه لعشق نفسه
المجرّد. و ردّ الفعل الطّبيعيّ الذي يميّز الشخص العاديّ بحثًا
عن الحقيقة يجب أن يكون محايدا, إلى درجة أنه هو الّذي سكّ العملة
الحقيقة, و ليس بالعكس. لذلك فإن نور الوحي سيُخْفَى حتمًا لدى
المرور على الأفراد المَيالين إلى الأنانيّة .
العناصر الأساسيّة في هذا التّقرير و أساس مظهري .
في هذه الفترة أود أن أٌؤكد أن السّؤال عن شخصي وعن ما أعرفه هو
شيء ثّانوي . الشّيء الأساسيّ هوإثبات إيضاح الرّوح القدس, مثال
على ذلك ، ما حدث وما يسمى في الإنجيل بالدليل على "الوحي" في
الواقع وبينما كنت متيقّظًا وفي نطاق تجربتي الواقعيّة . وسأدع
تجربتي للوحي مفتوحة للناس لأن يصدقوها أو لا يصدقوها. لكنّ, من
ناحية أخرى, أريد التّأكيد على تبيين الوحي أو إيضاح الرّوح القدس
ليس شئ خارق أو غامض, لكنّه وعي - و حقيقة واضحة, في طريقها إلى
التّحليل, واضحة وجلية مثل مفهوم أيّ ظواهر واقعيّة أخرى تحدث لنا
جميعاَ خلال تجاربنا اليوميّة . بالتّالي, هدفي حُصِرَ في إنشاء
أساس لتحقيق المعرفة في المجال الذي يجب على رفاقي أن يكونوا راضين
بالإيمان به ووفقًا لذلك, أبني على الأساس الذي جاء به الآخرون
.
لنشر الاحترام و التّبجيل للقوّات الكونيّة في العمل في الحياة,
لتبيين أن القاعدة الذّهبيّة هي أن يحبوا بعضهم البعض - هذه عناصر
أساسيّة علميّة, مقدّسة بالنسبة لي, كلّ هذا هو أساس حياتي الوحيد
. كلّ مساحة صغيرة خلال متاهات الصوفيّة التي قد يُسْمَح لي أن
أحوّلها إلى علم حقيقيّ, لجعل اللّه حقيقةً في عقول رفاقي, هو أقيم
بألف مرة من العشق الأعمى لمليون "أحمق" .
أتمنى أن أكون وضحت وجهة نظري, و أن ذلك قد يمد لك يد العون في
تقديرك لسموّ الحقيقة و يساعدك على الاستمرار في دراسة إيضاحاتي,
سأذكّرك فقط ببيان المسيح العالميّ : "الشّجرة تُعْرَف بثمارها" .
لتغير الى العلم الذي هو جوهر الحقائق الهائلة, والملفوظ من قبل
الحكماء خلال أعوام كثيرة, سوف تنشأ "ثماري" على الحب
والحنان.