معرفة الحياة و أعلى قوانينها, هي الأساس الذي بنيت
عليه مهمّتي للخلق, يمكن في الواقع أن أعبر عنه "كعلم دينيّ" .
وحقيقة أن النّاس حتى الآن لم تستطع أن تطلع على هذه المعرفة أو
التّحليلات التي تكوّن أساسها الرّاسخ قد يمكن أن لا تقبل بذلك,
لكنّ على العكس اعتبر عملي نوع من الطائفة الدينيّة, يعتمد فقط
على نقصهم الكلّيّ للمعرفة بالصّورة العالميّة أننيّ قد قُُدَر
لي إحضارها إلى العالم . بالنسبة لي هذا الوضع طبيعيّ إلى حدّ ما,
لأن الانسان خلال الآلاف من السّنوات قد جرّب أنّ كل شيئ له طبيعة
دينيّة, وأن كل شيء متعلّق بأعلى تحليل للحياة أو الكائن الحيّ
كان "صّوفيّا", كان اللّغز الذي يمكن للكهنة فقط أو الأنبياء
أو الشّعب المختار خصّيصًا التبصر به. أما بالنسبة إلى عامّة الشّعب
هو "طريق الرّبّ غامض" . لذلك فقد كان عامّة الشّعب معتمد
تمامًا على هؤلاء الصّوفيّين, القسّيس أو الأنبياء في موضوعات الظّواهر
الخفيّة للغز الحياة نفسه .
هل هؤلاء الصّوفيّون, الأنبياء أو الزّعماء الدّينيّون
امتلكوا المعرفة الحقيقيّة عن الجانب الرّوحيّ الخفيّ للوجود؟ دعني
أجيب عن هذا السّؤال بهذه الطّريقة . هؤلاء النّاس امتلكوا بالتّحديد
كمّيّة البصيرة و المعرفة الدّينيّة التي مكّنتهم من إرشاد معاصريهم
على هذا الأساس من الاتّصال مع قوانين الحياة نفسها بطريقة تتناسب
مع خطوتهم الارتقائيّة في ذلك الوقت . لذلك فان هذه القوانين كانت
تترجم بطريقة تمكنهم من أن يبرّروا أو يحفزوا بالتحديد انجاز الأمثلة
التي تكمن بالتّحديد في نطاق هذه الخطوات الارتقائيّة . لا يمكن
أن يكون تّفسير الكشف العلميّ لأعلى ظواهر لغز الحياة واضح هنا
. ان الإنسان العاديّ لذلك الزّمن لم يكن, بالطّبع, يمثّل الخطوة
الارتقائيّة حيث أن امكانية الانسان في القدرة على الاتّصال بطاقة
الحياة للذّكاء قد وصلت إلى درجة النّموّ العامّ في يومنا هذا.
على عكس الإنسان في هذه الخطوات الارتقائيّة والذي وقف قريب جدًّا
من الإنسان البدائيّ حتى أنّ كلاهما بقدر كبير و بروحانيّة كان
يجب عليه أن يعيش حياته على المذاهب, التي هي بالطّبع وسائل للتّفسيرات
المجرّدة للحقائق, والتي أقررنا وجودها لكنّ لمن ينتسب معظم التّحليل
العميق حيث أننا لم نكن بعد ناضجًين بالقدر الكافي ليكون لدينا
القدرة على الفهم .
لكنّ ألا يظلّ نفس الوضع حقيقيّةً إلى حدّ كبير
في يومنا هذا؟ أليست الأغلبيّة العظمى من المؤمنين خلال ما يسمّى
بالحضارة تعيش على المذاهب التي تُتَأَقْلَم بالتّحديد إلى الخطوة
الارتقائيّة التي عليها يجد المؤمن نفسه ؟ ألا تقول هذه المذاهب
للمؤمن أنه لا يجب أن يقتل, يكذب, يسرق, يستخدم العنف وهكذا, لكنّ
على عكس ذلك فانه ينبغي أن يحبّ جاره, يكافح غضبه و يسامح و يسامح
ثانية ؟ ألا يحاول الإنسان الحديث بشكل متزايد أن يطوّر نفسه باتّجاه
مستوى رفيع و ثّقافة أرقى والتي تعني فقط أجمل مظهر عقليّ متكامل
أكثر من ذلك الذي تواجد في الماضي؟ و أ ليست حقيقة أن, لإرضاء هذه
الطّلبات, يجب أن يكسر الانسان العادات الموروثة من الحالة البدائيّة
أو الماضي ؟ كلّ إنسان متقدّم يجب أن يردّ بالإيجاب على هذه الأسئلة
. اليوم نرى في كلّ مكان أن التّفسير المسيحيّ للغز الحياة يكوّن
الحقيقة في شكل يمكن أن يكون في شكل ملهم للنّاس التي من خلال تّجاربها
الشّخصيّة, قد بدأت في الشّعور بالكراهية نحو الميول البدائيّة
المذكورة سابقًا في رأيهم. لهذا يبحث هؤلاء النّاس عن أساس أخلاقيّ
أو دّعم في صراعهم ضدّ ا الميول البدائيّة والمتوارثة من الماضي,
و لذلك فهو شيء رائع أن هذه التّفسيرات تتواجد ويمكن أن تؤثّر عليهم
بحيث يمكن أن يضعوا ثقتهم فيها, يؤمنون بها و خلال هذا, يجرّبون
الفرح الذي هو دائمًا شعور أنّ الاتّصال بالانسان هو خطوة ارتقائيّة
مع أعلى القوانين . إنّ الشّعور بالفرح هو الذي يسبّب إحساس المؤمن "بالنجاة" أو
أن يكون"أحد أبناء اللّه المختارين" .
لذا فهذه صورة المؤمن اليوم, ولكنه لم يكن دائما
على هذا الحال . لم يكن من الممكن أن قد يدرك أجدادنا القدماء المذاهب
المسيحيّة كإلهام للحياة ومصدر أخلاقيّ لهم. حتى الآن لم تؤدّ تجاربهم
إلى الاشمئزاز لو الكراهية نحو الميول البدائيّة, هذا الاشمئزاز
و الكراهية المذكورة سابقًا التي كانت شرط لمكافحتهم . بالنسبة
لهم كان القتل أمرا طبيعيًّا و استخدام العنف, بالطّبع كان طبيعيّ
جدًّا في ذلك الوقت لدرجة أنهم رأوا الموت خلال المرض و الشّيخوخة
تمامًا كالتّحلّل و كالطّريق إلى الجحيم . فقط هؤلاء الذين ماتوا
في المعركة يمكن أن يتوقّعوا دخول "مثوى الشهداء", جنّة
ذلك الوقت, و خبرتهم السعيدة على شكل الحياة في صحبة الحوريات وقربهم
من ولائم الآلهة . فقط من مات بالسّيف هو الذي يمكن أن يصبح مفضّلا
لدى الآلهة, فقط بهذا الموقف مع الحياة يمكن لأحدنا أن "يُنْقِذ"َ
و يتجنّب "Helheim" الرّهيب لذلك الوقت .
لذا نرى هنا تفسيرين متناقضين للغز الحياة نفسه
. في أحد الحالات تتحول العقائد إلى السماح بالقتل، استخدام العنف
الكره و الاضطهاد, التّشنيع و الاضرار بأيّ كائن حيّ من أيّ نوع
الى أعلى مثل للحياة, بينما في الحالة الأخرى يحوّلون القتل إلى
فضيلة و سعادة غامرة تمثل الرقي . كيف يمكن لشكلان معاكسان يعبّران
عن نفس الحقيقة ؟ ألا أن يكون هناك خطأ في إمّا الأمثلة الشّماليّة
القديمة أو المسيحيّون؟ الإجابة على هذا هي أنّ كلتا الرّؤيتين
في الواقع صحيحتين ومتساويتين . ان كلاهما يعبّر بشكل فرديّ عن
الحقيقة العالية جدًّا لكلّ خطوة . في الواقع هي أنّ الحقيقة المطلقة
أو الواقع غير معبّران عن أيّ دكتاتوريّة أو معيار أيّ شخص للحياة
. لا تشكلّ ترتيب معين للكون بطريقة أو بأخرى . ان أعلى إجابة اذا
غير معبّر عنها لا بالكلمات "كل شيء سيكون جيّد جدًّا",
ولكنّ على العكس "كل شيء جيّد جدًّ "! و هذا يعني أن
الحقيقة المطلقة تعبّر أنّ كل شيئ هو الأفضل, الأكثر امتيازًا و
الأكثر براعة مما يمكن أن يكون الآن .
كيف يمكن لأحد أن يفهم أن المجازر والاضطهاد و الظّلم
شيء "جيّد جدًّا" ؟ أن السرقة والسلب و القتل بنّيّة
السطو هي عوامل بارعّة في الإيضاح الجماعيّ للحياة نفسها ؟ والاجابة
الفورية هنا هي أن الحياة على كوكبنا على نطاق واسع تظهر نفسها
بهذه الصورة. لا يمكن لأحد أن يفنّد أن هذه الميول و الظّواهر تتواجد
كحقائق صلبة, و أنها تساهم في تشكيل وجودنا. لذلك فان الحقيقة أنها
تتواجد و هي تشكل جزء من الحياة . و الحياة مُعَبَّر عنها في الإنجيل "جيّدة
جدًّا" . و ربّما قد تعترض الآن حيث أنّ الإنجيل يؤكد أن هذه
الظّواهر كـ "الشرّ", كعمل الشّيطان, و يحذّر النّاس
جدًّا وضدّ نشر هذه الميول في الفكرة و السّلوك, تماما كما القانون
الرّاسخ يكون أيضًا على درجة عالية معتمد على منع الناس من نشر
ما يسمّى بـ "الميول الإجراميّة" . هذه القوانين, في
مقدمة الإنجيل نفسه، تقاوم شيئا يُوصَف في الإجابة العظيمة كـ "جيّد
جدًّا" . ولكنّ عندما يقول الكتاب المقدّس أن كل شيئ "جيّد
جدًّا" في نفس الوقت الذي يحّفز الاضطهاد و الهزيمة لجزء من
نفس الحياة, ألا تصبح كلماته و أوامره, بكلّ لامعقوليّتهم الظّاهرة,
عديمة القيمة؟ فللذي لم يتطوّر بشكل كافي ليكون قادر أن يستشفّ
من هذه المسألة أو يرى العلاقة الحقيقة ، الإجابة هي نعم . للإنسان
الذي وصل بذكائه ووعيه إلى مثل هذا المستوى العالي النموّ أنه غير
قادر أن يؤمن بالعقائد و التّأكيدات الرّاسخة, يصبح وقتها الإنجيل
وببساطة ملفق و بذلك بدون مغزى . بالطّبع, لهذا النّوع من الأشخاص
التّقوى ما هي الا شيئ بدائيّ, نوع من الخرافة التي ليست لها قيمة
إلا للأناس البسطاء الأشخاص الساذجون جدًّا .
من فعلاً يشكّ أن التّطوّر الفكريّ للإنسان هو سبب
المقاعد الفارغة الكثيرة في الكنيسة أثناء الصلوات ؟ لكنّ بما أنّ
هذا التّطوّر الفكريّ يعتبر جزء من الحياة و بذلك تنتسب الى "كلّ
شيء جيّد جدًّا", يمكن أن يبدو كما لو تكون كلمات الإنجيل
متناقضةً مع الواقع الفعليّ . وهنا تصبح مثبتة كالحقيقة أن للإنسان
العاقل تصبح كلمات الإنجيل بشكل متزايد غامضة و بلا معنى . لكنّ
بما أنّ في نفس الوقت الواقع أن كان لدى الإنجيل نفوذ ضخم على تطوّر
البشريّة و أخذ هذه البشريّة بعيدًا عن الحالة الإنسانيّة البدائيّة
نحو عالم تكوّن كثير من رواياته سببًا مباشرًا للظواهر الرّائعة
مثل المستشفيات, الإعانة الاجتماعيّة, المدارس وال جامعات, الشّيخوخة
و معاشات العجز وهكذا, لن يقدر أحد أن يدّعي أن, بالرّغم من تناقضاته
الظّاهرة, كان بدون مغزى . فكل شيئ في الثّقافة الغربيّة و الحضارة
تَشَكَّلْ إلى حدّ كبير من جمله الخالدة .
عندما أحس البعض من أصحاب الفكر المتنامي بأن الإنجيل
، بالرّغم من هذه الفوائد الكبيرة, أنه بلا معنى أو غامض, أصبح
واضحًا أنه لا يُعْتَزَم أن يكوّن أيّ تعبير نهائيّ للحقيقة . رأى
من طائرة كونيّة أنّ المهمّة الوحيدة أو الغرض لتصدّر جزء من البشريّة
التي كانت قادرة على أن تؤثّر خلال بعض سلالم محدّدة معيّنة في
العمليّة الكبيرة التي نسمّيها "التّطوّر". بينما يمرّ
الإنسان هذه الدرجات تدريجيًّا, تعتبر رسالة الكتاب المقدّس منجزة.
رسالة الكتاب المقدّس كان تحث النّاس بعيدًا عن موهبة الحيوان,
بعيدًا عن السلالم والميول الملطّخة بالدّماء للأنانيّة و بذلك
يمكّنهم أن ينالوا شكل الوجود الذي كان أكثر في الاتّصال مع ما
رغبوا فيه أو تاقوا إليه . بينما يحدث هذا تدريجيًّا و بدأ الإنسان
التّفكير بنفسه, نرى أنّه يفقد الاهتمام بالإنجيل. يصبح واقعا أن
الإنجيل لم يُعْتَزَم أبدًا أن يكون تحليل للحقيقة المطلقة، حقيقة
أن الحياة بالكامل هي تعبير عن ذلك بالفطرة. إن الإنجيل يعبّرفقط
عن موضع في هذه الحقيقة .
لهذا فالحياة تكوّن شيئ ما آخر و أكثر من ذلك الذي
يمكن أن يعبّر عنه الإنجيل, و بما أنّ الإنسان الأرضيّ على وشك
الآن أن يكتشف هذا "الشّيء", والذي لن يستطيع الإنجيل
أن يعطي تفسيرًا له, حيث يشعر أنه مربوك و ضعيف في مواجهة لغز الحياة
نفسه. حقيقة أن الإنجيل لا يستطيع ولن يستطيع أن يساعد النّاس هي
فكرة عُبِّرَ عنها المسيح من قبل في وعده "للمعزي, الرّوح
القدس" الذي ينبغي أن يجيء و يعلّم الناس كلّ شيء لكنهم لم
يكن من الممكن أن يفهموا في ذلك الوقت .
ماذا اذا تحتاج البشريّة أوتطلب الآن ؟ هل هو نبيّ
جديد, مسيح جديد, منقذ جديد للعالم؟ لا, ليس في الإحساس المبكّر
لهذه الكلمات . أي شخص يجيء اليوم و يدعي أنّه المسيح الجديد أو
المنقذ الجديد فانه ينتمي بدون استثناء إلى الصّنف الذي اعتبره
يسوع كالأنبياء المزيّفين الذين سيأتون. ما يحتاجه العالم الجديد
ليست مذاهب دينيّةً أكثر. ان أكبر الحقائق التي على شكل مذاهب قد
وُعِظَتْ خلال الآلاف من السّنوات بالطّبع, لذلك فان جميع الذين
سيأتون على أساس أن يعطوا الناس نفس المذاهب فقط فسيكونون منتحلون
للمسيح الحقيقيّ أو المسيح . و إذا طلب من الناس تصديقه على نحو
أعمى وأن يتبعوه, فتصبح هويّته كما المسيح الكاذب حقيقة واضحة للذي
يمتلك فعلاً بصيرة فكريّة عالية في أعلى ظواهر الحياة . ثمّ أن
ذلك لا يحقق وعد المسيح . أن المسيح لم يتنبّأ بزعيم جديد أو دّكتاتور
رّوحيّ, لكنّ تحليل أكبر لمشاكل للحياة ذو فكّر عالي أو حلّ للغز
الحياة نفسها بحيث أن كلّ إنسان يصبح مسيح نفسه . مثل هذا التّحليل
لا يعبر عن شيء الا "الرّوح القدس" .
ان تحليلاتي تتكون من سلسلةً مترابطةً من الأفكار
الواضحة للأذكياء . انها ليست مهمّتي أن أكون المسيح, المسيح جديد,
منقذ جديد للعالم بالمعنى العاديّ . وليس لديّ بالتّأكيد أي رغبة
في أكون في مثل هذا الوضع, الوضع الذي يجب أن يعتمد النّاس فيه
على أو مُكبَلين نحوي عقليًّا, الوضع الّذي أكون فيه دّكتاتور عقليّ
أو رّوحيّ والذي ينبغي أن يتبعه المكفوفين. لا, أريد الحرّيّة لجميع
الأحياء أريدهم أن يجدوا الأسباب ويفكروا لأنفسهم ّ, وأن يكون كل
منهم مسيح نفسه . الاختلاف بين مهمّتي و مهمة الأنبياء هي أنهم
أثناء استخدام اقتراحاتهم ومذاهبهم لكي يؤمن بهم البشر, و كانوا
لهذا بشر يجب علينا أن نتبهعم و نعتمد عليهم، بسبب حماقة أفكارنا,
ان طبيعة عملي تمكّن الفرد من أن يفكّر بحرّيّة و بتفاوت مستقلّ.
الحلّ للغز الحياة أصبح حقيقةً نظريّةً للكائن. لم يتُطْلَب أيّ
إيمان و أيّ اقتراح . يعطي عملي معرفة للكائنات. ولذك فأن مهمّة
اصلاح العالم حاليًّا لا تكمن في تزويد الكائنات بالإيمان ولكنّ
بالمعرفة . و بالمعرفة المستقلّة لا يمكن لأحد الاعتماد عليّ, كما
سيكون الحال لو كان الموضوع معني فقط بالإيمان .
لتوضيح التّحرّر العالميّ في وقتنا هذا هو عبارة
عن تزويد النّاس بالمعرفة و ليس بالإيمان . لكنّ تزويد النّاس بالمعرفة
يعطيهم بالتأكيد روح . و إذا أوجدت هذه المعرفة للحلّ لغز الحياة
نفسه, و تحليل ممتاز جدًّا للعالم, الألوهيّة و الكائن الحيّ كوحدة,
لا يمكن أن تجنّب أن تكون متشابهة مئة في المئة مع الرّوح القدس.
و بذلك يكون ذلك هو تحقيق ما وعد به الإنجيل الناس من خلال المسيح
.
النّاس اليوم تتشوّق لهذه المعرفة - ليس للمذاهب
لكنّ للأساس العلميّ لها .و المعرفة يمكن أن تحفّز الشّخصيّة العلميّة
أو هويّة المذاهب كواقع و ليس كالصّوفيّة يجب أن يتعلمها الانسان
في المدارس والكلّيّات والجامعات .ولكنّ قبل أن أن تصل الى مدى
بعيد يجب أولا أن تولد بالطّبع . وهذا هو الميلاد الذي تراه في
عملي. لا يوجد شيء في عملي أو تحليلاتي الكونيّة لا يظهر أن كل
شيئ جيّد جدًّا, و بذلك أيضًا ما يسمّى بالشّرّ جيّد . وذلك يجعلنا
بالطّبع نحب ونفهم الآخرين بسهولة لا توصف متى كان وجد أساس علميّ
لكلّ الظّلام الذي يلف العالم ( شيء قد لا يحبه البعض) , أساس علميّ
يرينا أن لا يمكن أن يكون أحدنا شهيدا وأننا أنفسنا مبدعوا قدرنا
المظلم, و أنّ هذا القدر في الواقع جيّد أيضًا, في أنه يقود الكائن
حتمًا إلى تجارب أكبر, معرفة أكبر و بذلك يرتقي بالكائن بالطّبع,
يحوّله كلّيّة الى كائن ممتاز – الى إنسان حقيقيّ . و بهذه الحرب
المتفهّمة, الحزن و المعاناة, الموت و الدّمار الغير طبيعيّين سيختفيان
من قارّات الأرض كالوهج النّاريّ للغروب على الجبال .
ان عملي ليس عقيدة جديدة أو شيء جديد أو إيمانا
جديدًا, لكنّه على وجه الحصرعلم. حقيقيّ بالقدر الكافي, ليس لديه
أساتذته و دكاترته, لكنّ ذلك لا يغيّر حقيقة أنّه يمكن أبدًا أن
يُلْغَى, بما أنّه يحتوي على الأساس المطلق للرّسائل الدّقيقة لكل
شيئ بالإجابة العظيمة, "كل شيئ جيّد جدًّا", الظلام والضّوء,
الشّرّ والخير. تحليل أفضل و بذلك أساس أفضل للحياة لا يمكن أن
خلقه أو تواجده. أساس أعظم للحبّ الودود الذي لا يمكن أن يُعْطِى,
و أساس أعظم لخلق تحرير الكائن يستطيع لذلك ألا يُكْشَف أبدًا لأن
مثل هذا الأساس سيكون مستحيل تمامًا . لكنّ بما أنّ عملي تحليل
للحقيقة, تفسير علميّ لكيفية أنّ كل شيئ جيّد جدًّا, و لهذا فهو
أيضا تحليل للحياة نفسها, ليس أي شيئ يمكن أن أكون مبدعه. لأن ليس
لديه أيّ مبدع, هو تحليل الحياة نفسها و يتواجد من دهر لدهر . ليس
تحليلاً لطبيعة الألوهيّة التي تتواجد لمكان صغير في الكون أو فترة
قصيرة . لكنّه تحليل يمكن أن يدوم أبدًا و يظهر أن كل شيئ جيّد
جدًّا هو ليس سوى الحقيقة العظيمة جدًّا. و بهذا لا يمكن أن يكون
أي شيئ بخلاف "المعرفة الروحانية " أو الرّوح القدس .
الرّوح القدس, الذي يكوّن المعرفة العالية جدًّا,
ليس من الممكن أن يكون قوميّ, لا يمكن أن يكون دانماركيّ أو ألمانيّ،
لا يمكن أن يكون أمريكيّ أو إنجليزيّ, لكنه تأمّليّ بدرجة صغيرة,
علم الطّبيعة البشريّة, روحانيّ أو مارتيني . إنّه دّوليّ الى درجة
كبيرة جدا وغير فرديّ . إنّه الحياة التي نعيش فيها و نتحرّك و
وتتواجد فيها كائناتنا. إنّه كلي الوجود "رّوح الالّه التي
ترف على وجه المياه" . عندما يسمي الناس عملي بالمارتينية
يعني ذلك فقط أنهم لم يفهموا بعد ما يتعاملون معه. يكشف ذلك أن
الكائنات لا تمتلك الفكرالكافي لإدراك أنّ هذا الشيء لا يمكن أن
يكون مارتينيا على الإطلاق . لكنه بالطبع هيّن لأنّ مثل هذه البصيرة
في عملي, أو في مثل هذه السلسلة من التّحليلات,, التي سّعته هي
الكون بالكامل أو أعلى هيكل للحياة أو العالم, لا يمكن أن يكتسب
فقط بحضور المحاضرات و القراءة . حتّى إذا ربّما قد قرأ أحدهما
عملي الرّئيسيّ, ( كتاب الحياة ), عشرة مرّات أو سمع ربّما مئة
محاضرةً, لن يكسب بالطّبع البصيرة الرّاسخة للحقيقة أو الهويّة
الحقيقيّة لهذا العمل أو التّحليلات. إنّه حقيقيّ أن هذه البصيرة
يمكن أن تكتسب نظريًّا من خلال الدّراسة, لكنّ ليس قبل أن يعيش
الشخص التّحليلات يصبح العلم حقيقيّ راسخا في قلبه و عقله . وهنا
فقط يكوّنون المعزي الذي وُعِد به الكائن, المعزي الذي سيحلّ محلّ
اتكال الكائن على المسيح . وحينئذ فقط سوف يُغَطَّى الكائن من قبل
الرّوح القدس, وهكذا فانه يمكن للكائن نفسه أن يصبح واحدًا بالحقيقة,
الطّريقة و الحياة . وبما أن عملي, سلسلتي للتحليلات الكونيّة,
يزيد هذه التأثيرات, لذلك أُنْشِئَ كالحقيقة مشابهه للحياة . و
بهذا يمكن أن يُوصَف فقط أو أخيرًا أُعْطِيَ, هذا اللقب العمليّ
– "المعرفة الروحانية ".